طوبى لمن أنصف ربه , فأقر بالجهل في علمه , والآفات في عمله , والعيوب في نفسه , والتفريط في حقه , والظلم في معاملته .
فأن آخذه بذنوبه رآى عدله , وان لم يؤآخذه بها رأى فضله , وان عمل حسنة رآها من منته وصدقته عليه فان قبلها فمنة وصدقة ثانيه , وان ردها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به .
وان عمل سيئة رآها من تخليه عنه , وخذلانه له , وامساك عصمته عنه وذلك من عدله فيه , فيرى في ذلك فقره الى ربه , وظلمه في نفسه فان غفرها له بمحض احسانه , وجوده وكرمه .
*****
انما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله , اما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقه الا في أول وهله ليمتحن اهو صادق في تركها أم كاذب ...؟؟
فان صبر على تلك المشقه قليلا استاحلت لذته .
******
قال ابن سيرين :
" سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده " .
**
وقولهم من ترك لله شيئا عوضه الله خير منه ...
وأجل ما يعوض به : الانس بالله , ومحبته , وطمأنينة القلب به , وقوته ونشاطه , وفرحه ورضاه عن ربه تعالى .